خليط من المشاعر يتملّكني، سعادة وفخر ولوعة فراق، لم أكن أتصور مروري بمثل تلك المشاعر فأنا منطقية والزواج سنة الحياة، لكنها الأمومة، وهي ابنتي البكر، ومن رزق بأولاد يعلم أن للبكر طعماً خاصاً، ليس حباً أكثر من البقية لكن معه ولدت مشاعر رائعة لم تختبر من قبل، وهي مشاعر الأمومة، فالأمومة أعظم هبة من الخالق للمرأة ومن حرمها فله أكبر الأجر يوم القيامة بإذن الله.
زوَّجت ابنتي إيمان يوم الأربعاء الماضي، كان الجميع يناديني، أم العروسة، وهو لقب جميل تطرب له الأذن، وبزواجها انتهى نوع من الرعاية ليبدأ بعده نوع آخر من التواصل والاهتمام كما يقول المجربون. أكتب هذه الكلمات من فيض الخاطر ولتعذرني قارئي العزيز إن أحببت مشاركتك مشاعري وفرحتي بزواج ابنتي. لا أنسى عندما ضممتها إلى صدري أول مرة، وعندما حملتها عائدة من المستشفى وكأني أحمل الدنيا بين ذراعي، وفرحتي حين تبكي ليلاً فأستيقظ سعيدة لإرضاعها، فسبحان الذي ولّد مشاعر الأمومة وما يرافقها من عطف وحنان وتضحية تبذلها الأم باستمتاع وبلا منّة.
لا أنسى كيف تضيق الدنيا بوجهي عندما ترفض تناول وجبة أو عندما تمرض فأتمنى المرض لنفسي نيابة عنها وأشعر أن المرض بلا نهاية، لا أنسى عندما كانت في الرابعة من عمرها ولم تتمكن من حفظ سورة الفاتحة، ومع ارتفاع حرارتها كانت تهذي فتلت سورة الفاتحة كاملة بلا خطأ وهي نائمة.
وعندما عاقبتها المعلمة في اليوم الثاني لدخولها الروضة لعدم كتابتها الواجب واستشاطتي غضباً لسوء أسلوب المعلمة وخطئها في حق ابنتي الرقيقة الحساسة، خطأً كان يمكن أن يؤثر على مستقبلها التعليمي، لكنه بحمد الله لم يؤثر. ومما لا أنساه من تصرفاتها قراءتها دعاء النوم نيابة عن أختها عندما نامت مرة ولم تقرأه حيث قالت «باسمك ربي وضعت لمياء جنبها...»
وما أبكاني يوم أتممتُ خمسة وعشرين عاماً على زواجي، ونحن جيل لم يعتد الاحتفال، أن جمعت مبلغاً من المال منها ومن إخوانها كل حسب قدرته ودعتنا إلى العشاء وحجزت لنا ليلة في الفندق احتفاءً بيوبيلنا الفضي.
لا أنسى مشاعري عندما ضممتها إلى صدري يوم تخرجها طبيبة أسنان، وكيف أثّرت دراستها على الوعي الصحي لجميع أفراد الأسرة.
ولا يخلو الأمر من بعض الاختلاف أحياناً، وهذا نابع من حرصي الشديد على تطبيق أفضل وسائل التربية, من وجهة نظري, عليها واحتجاجها على رقابتي وتوجيهي المشددين عليها مقارنة بأخواتها في ما بعد، حيث جرت العادة أن يركز الآباء والأمهات جل اهتمامهم على المولود الأول ويسعون لبناء شخصيته وفق معايير مثالية يتطلعون إليها.
أمنية كل أم أن تزوج بناتها ويعشن حياة زوجية سعيدة، لتشعر أنها أدت الرسالة وحفظت الأمانة التي كلفها الله بها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
زوَّجت ابنتي إيمان يوم الأربعاء الماضي، كان الجميع يناديني، أم العروسة، وهو لقب جميل تطرب له الأذن، وبزواجها انتهى نوع من الرعاية ليبدأ بعده نوع آخر من التواصل والاهتمام كما يقول المجربون. أكتب هذه الكلمات من فيض الخاطر ولتعذرني قارئي العزيز إن أحببت مشاركتك مشاعري وفرحتي بزواج ابنتي. لا أنسى عندما ضممتها إلى صدري أول مرة، وعندما حملتها عائدة من المستشفى وكأني أحمل الدنيا بين ذراعي، وفرحتي حين تبكي ليلاً فأستيقظ سعيدة لإرضاعها، فسبحان الذي ولّد مشاعر الأمومة وما يرافقها من عطف وحنان وتضحية تبذلها الأم باستمتاع وبلا منّة.
لا أنسى كيف تضيق الدنيا بوجهي عندما ترفض تناول وجبة أو عندما تمرض فأتمنى المرض لنفسي نيابة عنها وأشعر أن المرض بلا نهاية، لا أنسى عندما كانت في الرابعة من عمرها ولم تتمكن من حفظ سورة الفاتحة، ومع ارتفاع حرارتها كانت تهذي فتلت سورة الفاتحة كاملة بلا خطأ وهي نائمة.
وعندما عاقبتها المعلمة في اليوم الثاني لدخولها الروضة لعدم كتابتها الواجب واستشاطتي غضباً لسوء أسلوب المعلمة وخطئها في حق ابنتي الرقيقة الحساسة، خطأً كان يمكن أن يؤثر على مستقبلها التعليمي، لكنه بحمد الله لم يؤثر. ومما لا أنساه من تصرفاتها قراءتها دعاء النوم نيابة عن أختها عندما نامت مرة ولم تقرأه حيث قالت «باسمك ربي وضعت لمياء جنبها...»
وما أبكاني يوم أتممتُ خمسة وعشرين عاماً على زواجي، ونحن جيل لم يعتد الاحتفال، أن جمعت مبلغاً من المال منها ومن إخوانها كل حسب قدرته ودعتنا إلى العشاء وحجزت لنا ليلة في الفندق احتفاءً بيوبيلنا الفضي.
لا أنسى مشاعري عندما ضممتها إلى صدري يوم تخرجها طبيبة أسنان، وكيف أثّرت دراستها على الوعي الصحي لجميع أفراد الأسرة.
ولا يخلو الأمر من بعض الاختلاف أحياناً، وهذا نابع من حرصي الشديد على تطبيق أفضل وسائل التربية, من وجهة نظري, عليها واحتجاجها على رقابتي وتوجيهي المشددين عليها مقارنة بأخواتها في ما بعد، حيث جرت العادة أن يركز الآباء والأمهات جل اهتمامهم على المولود الأول ويسعون لبناء شخصيته وفق معايير مثالية يتطلعون إليها.
أمنية كل أم أن تزوج بناتها ويعشن حياة زوجية سعيدة، لتشعر أنها أدت الرسالة وحفظت الأمانة التي كلفها الله بها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة